الموقع الرسمي للأستاذ والمربي الفاضل المرحوم

رياض محمود عطورة

 

من مواليد مدينة حماة عام 1929 . حصل على شهادة البكالوريا سنة 1947 ، وشهادة الجامعة سنة 1952 ، مع معهد تربية . والده المرحوم محمود عطورة، كان قد تولى منصب مدير مدرسة أبي الفداء بحماة.

اوفد الاستاذ رياض عطورة للسعودية بين عامي 1964 – 1970 ، ثم اوفد بعدها الى فرنسا، وكان قد تقاعد بسن الستين من عمره، ثم مدد له 5 سنوات أخرى، ثم من بعدها أيضاً ثمانية سنوات.

 

من مؤلفاته:

1- دوحة الخيال شعر رياض محمود عطورة

 

2- شذرات من المعرفة الدينية في اربع أجزاء

من تأليف رياض محمود عطورة، وهو كتاب يبحث في: – عقيدة – تفسير – الحديث – المساجد – الذكر – الوصية – البركة – الحكمة – الاستقامة – السعادة – الشكر – الغضب- الشعر والبردتان – الهجرة والغربة – الظلم والعدل – من اعجاز القرآن – المسؤولية – علماء واعلام من المسلمين – طوائف – ومعارف أخرى متعددة ومتنوعه – لغة ثقافة عامه – الكبائر

 

3- موجز قصص الأنبياء والرسل وايجاز الموجز في سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

 

4- اساسيات من الفقه الحنفي.

 

5- شذرات من المعرفة العامة عن الأجداد:

أمثال – اقوال – حكم – الفاظ خاصة بالأطفال البراعم – كلمات عاميه تحتاج الى ترجمه – لغوي ينصح فتاة بدينه “شعر يتضمن كلمات عاميه نادرة”

 

6 – شذرات من المعرفة العامية

كتب الأستاذ (محمد مخلص حمشو) عنه

وكان عدد طلاب شعبتي في البكالوريا أربعين طالبا وقد التحق بكليات الطب منهم ما يفوق الخمسة عشر طالبا ومنهم من نال الشهرة العالمية وعلى مستوى أمريكا، وطبعا ما كان حصد هؤلاء الطلاب هذه النتائج المبهرة لولا فضل الأساتذة في جدية تعليمهم وتمتعهم بحضور وجدانهم المسلكي وضميرهم الحي دائما ومعاملتهم لطلابهم كآباء قبل ان يكونوا معلمين.

ومن بين أساتذة ذلك الجيل استاذنا الفاضل رياض عطورة ومَن مِن الطلاب الذين درسهم هذا الأستاذ النجيب مادة الرياضيات حينها لا يذكره كان عندما يدخل الصف يتبدى بطلعته البهية وفي شكله من الهيبة والوقار ما يهز في نفوس طلابه كل احترام وتقدير له.

ناهيك عن علمه الغزير وطريقته السلسة في الشرح وحل المسائل الرياضية وبطرق شتى، فتراه حين دخول قاعة الصف بأناقته اللافتة وقسمات وجهه الجادة والتي هي ليست بعبوس كي ترعب الطالب كما انها ليست بانفراج اسارير ضاحكه كي لا يطمع الطالب ويميع الدرس.

رياض عطوره اسم يدغدغ في داخل المرء مشاعر الغبطة والفرح وتشعر به انه رجل في مسيرة حياته يقدم في شخصه نموذجا للإنسان المثالي رجل تخجل من خجله وأدبه الجم العذارى كان اذا حضر او اذا صادفك فمن اول لقاء تستطيب حضوره بل وتسر لحلاوة اللقاء وصورة جمال تبسم محياه في خجل ولحيته الوقورة.

هو رصين الكلام حتى وتشعر معها أنه لابد ان تتوق لترتبط معه بصداقة ان كنت لم تعرفه سابقا. كان لي شرف لقاءه بعد نصف قرن باعد بيننا الزمن ومن بعد طول غياب في متاهات الحياة, وقد كان فيها مركب العمر لكلينا تأخذه الأمواج والرياح في بحر الحياة الى مرافئ شتى كان يتعذر معها اللقاء.

وفي حديث ودي في حديقة منزله الجميلة تناولنا فيه من الذكريات وكنت حريصا مع استاذي الفاضل ان اسمعه بقلبي وروحي لأن له من المكانة والاحترام والفضل ما يرفعه الى مكانة التبجيل بل والتقديس، وكنت اسمعه يتقصد في كلامه الايجاز والاختصار فهو يبتعد عن الإطالة وقد قال “لقد عشت الوانا من التجارب منذ طفولتي حتى أواسط عمري واستفدت منها وأنا استثمرها في كتاباتي.

ويقول انا لا استريح ولا اسعد الا حين أكون في عبادة من صلاة او تلاوة قران او في كتابة او في مطالعه كتاب , هنا تفاجأت بحديثه فانا لا اعرف عنه غير مدرس لمادة الرياضيات وأنه رجل يحب من الدنيا العلم وأنه حقا في مسيرة حياته رجل عاش لغيره اكثر مما يعيشه لنفسه.

وقد حدثني عن نشأته فقد نشا نشأة السنديانة العربية التي لم يخنق الصخور المحيطة بها نموها لابل هي اشارت على قدرتها بالنماء .. لقد دفع سني حياته يبحث عن لقمة العيش بكرامة وعاش التجربة الإنسانية واستمد منها العبر.

لمست من حديثه الرصين انه من المؤمنين حقا بالانفتاح على الحياة وحقائقها وان نهضة الامة لا يمكن ان تتحقق الا بالاعتماد على الافاق المعرفية المتنورة التي لا تلغي الماضي ولا الدين ولا التراث والتي تقم على تطوير الفكر الإنساني ومدارك الانسان الأدبية والابداعية وان يمارس الانسان حقه في الحياة بكل حرية واريحية.

لمست فيه رجلا رائده في الحياة هو الانفتاح الفكري المعتدل وإعمال العقل وهو رجل لم ينهزم في معركة الحياة ذلك لأنه رفع راية المثالية والكبرياء والكرامة . ثم أن كان قد عرض علي كتبه التي ألفها وقرأ علي بعضا من أشعاره ورأيت عيناه تفيض بالدمع تأثرا ببعض من اشعاره الوجدانية والتأملية.

ثم عرفت منه انه يريد هدفا من كل كتاباته المختلفة في موضوعاتها ان تنتزع القارئ من همومه واحزانه وتقدم له ثمرة الحقيقة في اسطر قليلة او بنظرة الى جدول توضيحي او مخطط بياني وكانت روعته ان استطاع بفضل علمه الغزير بمادة الرياضيات في ان يزاوج بين المعلومة ويرسخها مستخدما المخطط البياني وبنظرة واحدة لا تكلف الباحث ثوان قليله تحصل على معلومة قد تكلف الباحث الوقت والجهد الكبير ليحصل عليها.

كنت اراه وأسمعه رجلا وهو يتحدث بانفعال لكن بكل تؤدة وهدوء انه يتكلم بلسان قلبه وروحه وانك حقا لتحتار كيف استطاع هذا الأستاذ ان يمس الشعر العربي بعصاه المبدعة الساحرة وترك فيه معجزة الفن وحقا قد امتاز شعره بدقة الوصف وكثرة الألوان وقد صرح لي انه كان يكتب الشعر من صف الثامن ؟ انه بحق مدرسة فكريه.

رجل مبدع وكم تأخذك الدهشة وانت تراه يرتجف امام قدسية الكلمة المنشودة من كتاباته وقد ادلى لي بتصريح اعجبني قال : حتى تكون كلمتك معبرة عليك ان تقلبها عشرات المرات قبل ان تكتبها وعرفت منه انه قد ألف عدة كتب تبحث بالعقيدة والسيرة النبوية والمعرفة العامة هذا الى جانب مؤلفاته في مناهج الكتب المدرسية لمادة الرياضيات وقد فاقت الثمانية كتب.

لا ننسى تطوعه بساعتين من وقته يصرفها في مراجعه الرياضيات في درس خصوصي وبالمجان من كل يوم جمعه وفي المدرسة ويكثف ذلك قبل الامتحانات بمراجعة شامله , وكم درس بالمجان خارج الدوام وخاصة للفقراء من الطلاب والمحتاجين وفي بيته.

أستاذ رياض عطورة كان بحق رصيدا وطنيا وانا اليوم اذ اكتب عنه فوفاء لفضله ولاقدم حقيقة للتاريخ يجب ان يعرفها الجميع وخاصة في زمننا هذا زمن الجحود و زمن الخيلاء والمباهاة والمداهنة الجوفاء.